الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

عنها...إنها الشمس!

 



كيف البيان وكيف حسنك بادياً

تغار منك سحابة والأبحرُ

 

 

براقةً إذ  تنيري وجه حياتنا

صبحا، وليل الشوق منا يعصرُ

 

 

قد أذهل الشعراءَ قمرُ الدجى 

وجمالك يغشى فؤادي فيأسرُ

 

 

إذا البدر يكمل في السما نوره

لكن محاقا يستحيل ويصغرُ

 

 

هو كاذب إذ أظلمت وجناته

شقراء أنتِ والخدود نواضرُ

 


الأحد، 27 يناير 2013

أطلال اليوم


كن كالبخيل عن الأمجاد مرتفعا...يرجى لخير فلا تأخذ سوى الكلمِ

و ارفع كصحبك للأوغاد مجدهم...و استر بصبرك عنهمُ بالغ التهمِ

فاليوم تطلب حوارا و قد رفضوا...و غدا تكونُ و أهلك أضحوكة الأمَمِ

و لا تعر دماء الشعب إن نزفت ... فآذان أمتنا تشكو من الصممِ


و أعين القوم قد عميت أن ترى بركا...حمراء قد ملئت من أطهرالدمِ

ِ
و اجعل تجربة الإسلاميين في خطر...حقا رجالنا لهم ضعف من الهممِ


و غدا ننوح على مجد ضاع سدى...و نبكي أطلال الأعراب من تهمِ


يا دار عبل و يا مي و يا ليلى...خلت الديار من الفرسان و القممِ


و لم يبق إلا قيعان الوديان بارزةً...و بعدها يا صاح تشكو من الذمِ


لم يبنَ مجد الأوليين على ضعفٍ...و من وضع الندى مكان السيف ينهزمِ

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

نزيف القلوب (معارضة النثر بالشعر)

بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الفاضلان محمد فخري و كارمن قصة قصيرة بعنوان نزيف القلوب، و كان لي شرف معارضتها بالشعر.

القصة موجودة في هذا الرابط

 http://karmenhome.blogspot.com/2010/04/karmen.html 

و اليكم القصيدة:

قالت و عين قد ترقرق دمعه


رفقا بقلب ساكن حيرانِ
 
أبتاه اني قد كبرت و حُقَ لي

رأيا و قولا فاسمعوا لبياني
 
لاتنكرن مقولةً من منصفٍ

فالعقل هبة الله للانسانِ
 

هذا فتىً جمع الفاضائل كلها

و أصاب علما بشريعة الرحمنِ
 

لذا جاء بالخير يطرق بابنا

و لم يجئ متسلقَ الجدرانِ
 

يبغي العفافَ سالكا دربه

مستوفيا شرطا بلا نقصانِ
 

أبتاه ان الفتى بدينه و ذكائه

لا بالأحساب و الأطيانِ
 

فأجاب والدها بغير تؤدةٍ

و لا مستلهما فكرا و لا تبيانِ
 

أنْ كفي فتاتي عن الذي تحكينه

و كفانا ما قلتي من الهذيانِ
 

اني و أمك قد حوينا خبرة

فاياك و اعلان عن العصيانِ
 

هذا و الا فلتعرفي غيري أبا

و تكوني بحقٍ أهلا للهجرانِ
 

و غادر الأبوان بنتا لهم

تبكي على حالٍ من الطغيانِ
 

حتى تمنت هلكهم في يومها

يا ليتها ولدت بلا أبوانِ
 

و تحدر الدمع الغزير من اللوى

و شكت صغيرتنا الى الرحمنِ
 

رباه ليس لي غيرك ملهما

للرشد و لا رازقا لأمانِ
 


رباه فاختر للضعيفة مخرجا

و أعن الهي راغبا لجنانِ
 

فأتاها رسول النوم يقضي راحةً

للقلب و الفكر من التوهانِ
 

فاستيقظت و الفجر يبعث في الدجى

نورا على كل غافلٍ وسنانِ
 

و أشرقت شمس الصباح على الورى

و غرد العصفور على الأغصانِ
 

هناك جاء قرارها مستبصرا

لن أرضي الرحمن بالعصيانِ
 

فأبواي طاعتهم حق على مصدقٌ

و الصبر و اللأواء يلتقيانِ
 

حان الفراق دون رغبة أحدنا

شتان بين العزل و الهجرانِ
 

فأجاب صاحبنا و قد تحدر دمعه

ما هكذا العدل في الانسانِ
 

قالت بعقل نافذ و بصيرة

البر فرض يا له من سلطانِِ
 

ارحل هداك الذي رفع السما

ووقيت شرا من الازمانِِ
 

فلربما تحقق يوما حلمنا
و لربما هذا الخير للقلبانِِ
 

فرحل صاحبنا بغير عودة

و فرت دموعهما من الغليانِ
 

يا حلم عمري ان رحلت عن العيو

ن ستظل ذكراك في الوجدانِ


السبت، 8 سبتمبر 2012

بريد السحر



يا نسيمات السحر
صرتي أنتي بريدي


فاحملي مني سلاما
و اذهبي حيث تريدي


حيث يرجو المرء حظا
يحي نفسي من جديد


و أخبريهم أني أصلي
داعيا طول السجود 

أن يديم الله ودا
بيننا، هل من مزيد

الأربعاء، 4 يوليو 2012

حين يشي القلم!


حين يشي القلم!




استيقظت ليلة قلقا و قد طار النوم من عيني , لا أدري لماذا –
عفوا بل أدري لكني أتظاهر أمام نفسي أني لا أدري,

فوجدت قلمي – و ياللعجب- مستيقظا هو الأخر فاعترته خجلة,
و حاول أن يتوارى من بين يدي و كأنه قد سرق شيئا,

فقلت في نفسي أو يسرق القلم؟!


و ماذا عساه أن يسرق ؟ !

و ماذا لدي أخفيه عن أعين الأخرين
يحاول اليوم أن يكشفه؟!

فقلت له ماذا دهاك؟ و ما الذي أيقظك من سباتك العميق؟

الم تكف عن الكتابة حتى ظننت حبرك قد جف؟
الم أراودك بين الحين و الحين أن نكتب شيئا فتأبى الا ما تريد؟!

ألم تطل غيبتك حتى استوحشك الصحاب؟

مالك قمت الليلة دون اذني؟
و ماذا أردت أن تكتب من وراء ظهري؟!

فسكت القلم سكوتا مريبا!
أحسست منه الحسرة والغدر في آن واحد ثم قال :

وددت أن أفرج عن قلبك و أن أزيل همك
و أن أهمس بما يخفى لعل شوقك يصفى

رفقا بنفسك أنت الصاحب العلم

و قد ذاق ما ذقتَ من قبلك الأممُ

فان سكتَ ففي النفس حسْرتُها

و ان تكلمتَ استراح القلب و القلمُ

قلت له و من أدراك بهذا؟

و هل اشتكى اليك القلب حتى تخبر الناس بسره و تشي به الى خِله؟

قال: أدراني بهذا طول سهرك و كثرة تفقدك لدربك,
فما عاد بيانك كسيرته و لا يخرج الكلام منك على سجيته,

و اشتكتْ الي منك الكلمات ,اذ قلبت معانيها و حرفت قوافيها ,
و حملتها ما لا تطيق و ضللتها الطريقو خدعت بها – و ما ينخدع- الصاحب الصديق,
فصارت معانيها خداع و كأنك ترمي بها من خلف قناع,

و أكثر من هذا كله لم تصر صديقي الذي عرفت و لا صاحبي الذي عليه تعودت,
كانت تثقلك المآسي و الهموم فكنت تفضي الي وقت الغيوم,
تحادثني اذا سقط المطر و تهمس الي ساعة الخطر,

لكنك اليوم تناجي غيري صاحبا و تهمس اليه بالسر جانبا,
سمحت له بسبر أغوارك و اقتحام أسوارك,

قرأتَ من خطه شعرا و نثرا و آنست من أدبه غالي الدررا

صحبت من بعدي صديقا رضيتِه

و كان في نجواه من دوني سريرا

تربع على عرش كان خاليِ قبله

و صرتَ يا صاحِ اليوم أسيرا


قلت له حسبك أيها القلم العنيد!

حسبك أيها القلم العنيد لطالما


كتبتَ رغما عني ما ليس أكتبُ


و طوفت تحكي للصحاب مكانةً


عني, و لستُ لذاك يوما أطلبُ


و دخلت المدينة دون اذن أميرها


و كتبت على الجدران قولا يندبُ


حتى اذا أصاب النفس سهما راميا


أردتَ وشيا للصحاب تذهبُ؟


فحسبك لا تنقل ما ليس حقا لنا


و كفانا فخرا من بعيد نرقبُ


و سماعُ صوت البدر في كل ليلة


و هتاف أقلامٍ بما ليس يُكتبُ


فبلغ الأميرةَ عني رسالة


من لطفها يذوي القناع و يهربُ


أن الذي يرد المدينة هاهنا


و ان ادعى أنه يوما يذهبُ


لكنه لا يقتحمن سترا خاليا


و لا للجدران يوما يثقبُ


فان يشأ رب العباد متمةً


للخير كان الرضا يستعذبُ



لكن اذا حان فراق بيننا


فرفقا بنفسكِ حتى لا أتعذبُ


فان الفتى و الجرح ينزف قلبه


خير له مما يحس المذنبُ


و رضا الاله عن النفوس ضياؤها


و سبيل يوسف الى الجنان يقربُ


اني استحي للهوى أسلك دربه


و أعواد أقصانا بالدماء تخضبُ


فان اصلحت ما كان في السر خافيا


فعسى النصر يدنو الينا و يقربُ

تمت بحمد الله

الخميس، 16 يونيو 2011

بعيد عن العين قريب إلى القلب

بعيد عن العين قريب الى القلب

نعم، هو العنوان كما قرأتموه و ليس كالمثل الدائر بعيد عن العين بعيد عن القلب، فدائما لا يحتاج القلب الى تكرر رؤية الصورة في العين حين يكون صاحبها قريبا منه بل و الأكثر من هذا لأحيانا لا يحتاج القلب الى حسن المعاملة و لطف المعاشرة ليظل صاحبك داخل سويداء قلبك و حنايا فؤادك। و ليس أدل على هذا من قول الشاعر: ( لست أنا هذه المرة:) )

بلادي و ان جارت علي عزيزة و أهلي و إن ضنوا عي كرام

من عادته الانقطاع عمن حوله كثيرا يعرف هذا جيدا، حين تجد من تحب من إخوانك و أصحابك يفتقدونك و يتجدد شوقهم اليك رغم شغلك عنهم و بعدك عن دائرتهم و حين يحدثك أحدهم بالهاتف بعد عدة محاولات و تشعر بالسعادة في صوته لا لشيئ غير أنه يكلمك هنا تفهم مقصدي। حين يقطع أحدهم مسافات طويلة و يعطل مسؤلياته الكثيرة و يأتي إليك ليراك و يلبي لك حاجة ربما لا تملك شيئا في مقابلها ترده اليه ساعتها تدرك ما أقول। حين يسمع البعض خبر نجاحك و تفوقك فكأنه هو الذي حقق النجاح و حين يتألم لإخفاقك و ان كان يسيرا و كأنه سقط من فوق جبل ساعتها يهون عليك كل شيئ و

تخف عليك كل مأساه. حين تكون في محنة أو يلم بك ألم و ترى من حولك يتمنى لو انتقل اليه ذلك الألم لتعافى أنت ساعتها تنسى كل شيئ و يبقى في ذاكرتك تلك المعاني النبيلة و المواقف العظيمة.

أحيانا يكون بينك و بين من تحب ما يمنعك من الحديث اليه مباشرة فتقع بين مرارة الشوق و صعوبة اللقاء فيكون ساعتها الحل أن تنظر اليه من حيث لا يراك و أن تسمعه من حيث يخفى صوتك، و لو كان قوي الحدث واسع الخبرة ربما راك من خلف الشرفة أو تعرف على أنفاسك عن طريق الهاتف دون أن يبدو منك شيئ أو أن تنطق بكلمة ।


الحب ليس تعلقا بصور الأشخاص و لا تعودا على وجودهم معنا و إنما هى تمسك بالمعاني الرائعة و التحبب إلى الخصال المستقيمة. الحب لا يُعطى لكل أحد و لا في كل وقت، و إنما يُعطى لمن يستحقه في الوقت الذي يصلح له. هو قسيمة مشتركة بين القلب و العقل . العقل يدرك أن هذا هو المراد و أنه جدير بالوداد ثم يأتي دور القلب ليضخ هذا المعنى مع الدماء في العروق فلا تبقى خلية إلا و يغذيها هذا الحب.

من هنا تدرك أن كثيرا ممن يستخدمون هذه الكلمة لا يعرفون معناها و لا يفهمون مؤداها و أنهم يأخذون من الحب صورة واحدة من صوره الخارجية ربما تكون وحدها أبعد ما يكون عن حقيقته. و لذا يكثر الهجر و الترك و الرحيل و أحيانا التبديل، بينما بضاعة الحب الحقيقية لا ترد و لا تستبدل.

و الله الموفق

السبت، 4 يونيو 2011

مجهول لكني أعرفه ( تجربة شعرية جديدة)


يا من تطل من خلف ستار
اليك تحياتي ليل نهار

ألا تمل بعد المسافات
الا يرهقك الانتظار

بوادر صبري قد نفذت
و قريبا أقتحم النار

فمكان في قلب خال
يأبى كل الاستعمار

لكني إنسي اتنفس
و قريبا اسعى للاسقرار

كفى سعيا على الاشواك
كفاني منك اليوم فرار

ارقب سعيك منذ زمن
و أراك تسترق الانظار

و تظن بأني أغفل ذاك
حتى صارحني المنظار

كل رسائلك أحفظها
و ستكون يوما تذكار

يوما نتشارك لقمتنا
يا مجهول بلا أسوار

و سأمشي فوق البحر
على قدمي بلا ابحار

و سأطير في الجو اليك
بلا طائر أو طيار

فالشوق يحمل أصحابه
هكذا شاءت الاقدار

و سأقيم دولتنا عندك
فليحيا كل الابرار