حين يشي القلم!

استيقظت ليلة قلقا و قد طار النوم من عيني , لا أدري لماذا –
عفوا بل أدري لكني أتظاهر أمام نفسي أني لا أدري,
عفوا بل أدري لكني أتظاهر أمام نفسي أني لا أدري,
فوجدت قلمي – و ياللعجب- مستيقظا هو الأخر فاعترته خجلة,
و حاول أن يتوارى من بين يدي و كأنه قد سرق شيئا,
و حاول أن يتوارى من بين يدي و كأنه قد سرق شيئا,
فقلت في نفسي أو يسرق القلم؟!
و ماذا عساه أن يسرق ؟ !
و ماذا لدي أخفيه عن أعين الأخرين
يحاول اليوم أن يكشفه؟!
يحاول اليوم أن يكشفه؟!
فقلت له ماذا دهاك؟ و ما الذي أيقظك من سباتك العميق؟
الم تكف عن الكتابة حتى ظننت حبرك قد جف؟
الم أراودك بين الحين و الحين أن نكتب شيئا فتأبى الا ما تريد؟!
الم أراودك بين الحين و الحين أن نكتب شيئا فتأبى الا ما تريد؟!
ألم تطل غيبتك حتى استوحشك الصحاب؟
مالك قمت الليلة دون اذني؟
و ماذا أردت أن تكتب من وراء ظهري؟!
و ماذا أردت أن تكتب من وراء ظهري؟!
فسكت القلم سكوتا مريبا!
أحسست منه الحسرة والغدر في آن واحد ثم قال :
أحسست منه الحسرة والغدر في آن واحد ثم قال :
وددت أن أفرج عن قلبك و أن أزيل همك
و أن أهمس بما يخفى لعل شوقك يصفى
و أن أهمس بما يخفى لعل شوقك يصفى
رفقا بنفسك أنت الصاحب العلم
و قد ذاق ما ذقتَ من قبلك الأممُ
فان سكتَ ففي النفس حسْرتُها
و ان تكلمتَ استراح القلب و القلمُ
قلت له و من أدراك بهذا؟
و هل اشتكى اليك القلب حتى تخبر الناس بسره و تشي به الى خِله؟
قال: أدراني بهذا طول سهرك و كثرة تفقدك لدربك,
فما عاد بيانك كسيرته و لا يخرج الكلام منك على سجيته,
فما عاد بيانك كسيرته و لا يخرج الكلام منك على سجيته,
و اشتكتْ الي منك الكلمات ,اذ قلبت معانيها و حرفت قوافيها ,
و حملتها ما لا تطيق و ضللتها الطريقو خدعت بها – و ما ينخدع- الصاحب الصديق,
فصارت معانيها خداع و كأنك ترمي بها من خلف قناع,
و حملتها ما لا تطيق و ضللتها الطريقو خدعت بها – و ما ينخدع- الصاحب الصديق,
فصارت معانيها خداع و كأنك ترمي بها من خلف قناع,
و أكثر من هذا كله لم تصر صديقي الذي عرفت و لا صاحبي الذي عليه تعودت,
كانت تثقلك المآسي و الهموم فكنت تفضي الي وقت الغيوم,
تحادثني اذا سقط المطر و تهمس الي ساعة الخطر,
كانت تثقلك المآسي و الهموم فكنت تفضي الي وقت الغيوم,
تحادثني اذا سقط المطر و تهمس الي ساعة الخطر,
لكنك اليوم تناجي غيري صاحبا و تهمس اليه بالسر جانبا,
سمحت له بسبر أغوارك و اقتحام أسوارك,
سمحت له بسبر أغوارك و اقتحام أسوارك,
قرأتَ من خطه شعرا و نثرا و آنست من أدبه غالي الدررا
صحبت من بعدي صديقا رضيتِه
و كان في نجواه من دوني سريرا
تربع على عرش كان خاليِ قبله
و صرتَ يا صاحِ اليوم أسيرا
قلت له حسبك أيها القلم العنيد!
حسبك أيها القلم العنيد لطالما
كتبتَ رغما عني ما ليس أكتبُ
و طوفت تحكي للصحاب مكانةً
عني, و لستُ لذاك يوما أطلبُ
و دخلت المدينة دون اذن أميرها
و كتبت على الجدران قولا يندبُ
حتى اذا أصاب النفس سهما راميا
أردتَ وشيا للصحاب تذهبُ؟
فحسبك لا تنقل ما ليس حقا لنا
و كفانا فخرا من بعيد نرقبُ
و سماعُ صوت البدر في كل ليلة
و هتاف أقلامٍ بما ليس يُكتبُ
فبلغ الأميرةَ عني رسالة
من لطفها يذوي القناع و يهربُ
أن الذي يرد المدينة هاهنا
و ان ادعى أنه يوما يذهبُ
لكنه لا يقتحمن سترا خاليا
و لا للجدران يوما يثقبُ
فان يشأ رب العباد متمةً
للخير كان الرضا يستعذبُ
لكن اذا حان فراق بيننا
فرفقا بنفسكِ حتى لا أتعذبُ
فان الفتى و الجرح ينزف قلبه
خير له مما يحس المذنبُ
و رضا الاله عن النفوس ضياؤها
و سبيل يوسف الى الجنان يقربُ
اني استحي للهوى أسلك دربه
و أعواد أقصانا بالدماء تخضبُ
فان اصلحت ما كان في السر خافيا
فعسى النصر يدنو الينا و يقربُ
تمت بحمد الله